شكر وتقدير
إن
الحمد لله احمده وأشكره أن وفقني لإتمام هذه الدراسة، وبعد:
وانطلاقا
من قوله صلى الله عليه وسلم :"من لا يشكر الناس لا يشكر الله".فإن
الباحث يتقدم بالشكر الجزيل بعد شكر الله عز وجل للوالدة الكريمة والتي تدعو لي في كل حين أسأل الله العظيم أن يمد في عمرها على العمل
الصالح وأن يمتعها بالصحة والعافية كما أسأله سبحانه ،أن يتغمد والدي بواسع رحمته
،أنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما
يسعدني في هذا المقام أن أتوجه بالشكر الجزيل لسعادة الأستاذ
الدكتور عيد الجهني على توجيهه المستمر لي ،فجزاه الله عني خير
الجزاء.
مستخلص الدراسة
عنوان الدراسة : التربية بالقدوة الحسنة
إعداد الطالب :مسلم بشير المحمادي
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة،كلية الدعوة
وأصول الدين،قسم التربية الإسلامية
هدفت هذه الدراسة للتعرف على
مفهوم القدوة في الفكر التربوي الإسلامي وإبراز
أهمية القدوة في القرآن والسنة النبوية المطهرة،و دور الوالدين وتأثيرهم في
تربية أبنائهم من خلال الاقتداء بهم واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي لمعالجة
موضوعها ،و تناولت عدد من الآيات والأحاديث الدالة على أهيمه القدوة في القرآن
الكريم والسنة النبوية المطهرة ،كما تناولت الدراسة الوالدين ومدى ثأثيرهم في تنشئة الأبناء ،والمعلم
القدوة ومواصفاته ،كما تناولت أثر الصحبة ومدى تأثيرها على الأقران،وكان من أهم
النتائج التي توصلت إليها الدراسة: إن أبرز جوانب التربية بالقدوة في ضوء ما جاء
في القرآن والسنة تتمثل في الاقتداء بالأنبياء والرسل،وأن المثل الأعلى للقدوة
الحسنة هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, وأن الطفل يولد على الفطرة ،ولكنة يتأثر بأفعال وأقوال
والدية,وإن من ابرز صفات المعلم القدوة الصدق ،الأمانة ،الإخلاص ،العدل ،الحلم
،الأخلاق
وفي ضوء نتائج الدراسة قدم
الباحث بعض التوصيات ومن أهمها: أن يهتم الوالدين بتنشئة أبنائهم منذ صغرهم على التمسك
بالإسلام قولاً وعملاً وهذا لا يتم إلا بالممارسة
العملية من قبل الوالدين ،كما أوصت الدراسة المعلم بأن يقتفي أخلاق النبي صلى الله
عليه وسلم قولاً وعملاً ليكون قدوه حسنه لتلاميذه،كما اقترحت الدراسة مواصله
البحوث التربوية المتعلقة بدراسة مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته وأصحابه واستنباط المضامين والمبادئ التربوية
منها .
الـمقـدمـة:
الحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه
أجمعين أما بعد:
فإن التربية الإسلامية ارتكزت قوائمها على
دعامتين أساسيتين ،هما القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة،وللارتباط فيما
بينهما قال تعالى: ﴿ مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾(1)
وتهدف التربية
الإسلامية الى بناء الفرد المسلم بناء
متكاملاً متوازنا من جميع جوانبة ،بحيث يحقق
السعادة في الدنيا والآخرة ،و إن ما يعيشه المجتمع اليوم من انفجار معرفي وانفتاح في وسائل
الاتصال ودخولها كل بيت صعب من
مهمة المربين وأصبحت الثقافة الغربية تغزو كل بيت في المجتمع المسلم ،مما كان له
الأثر الواضح في سلوكيات بعض أبنائنا من خلال تقليدهم الأعمى لأخلاقيات ومبادئ
المجتمع الغربي،لذا فإن الأمة اليوم أحوج ما تكون
إلى المربي القدوة الذي يأخذ بيدها نحو المسار الصحيح منتهجاً في ذلك نهج معلم الناس الأول محمد صلى الله عليه وسلم ،والذي جعله
الله لنا أسوة نقتدي به قال تعالى:
﴿ لَقَد كَانَ لَكُمْ فِي
رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ (2)
لذا يجب على كل مسلم أن يتأسى
برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، وجميع مجالات حياته، وأن يكون
قدوة حسنة لغيره في جميع المجالات، وخصوصا العلماءَ وطلبة العلم والمدرسين وغيرهم؛
فإنهم قدوة للمجتمع، والناس ينظرون إليهم ويقلدونهم ،وإدراكاً من
الباحث بأهمية موضوع القدوة الحسنة جاءت هذه الدراسة محاولة مني لإبراز اثر القدوة
الحسنه في تربية الفرد والمجتمع بشكل عام.
___________________________
(1)سورة
الاحزاب:الآ ية (21)
(2)سورة النساء :الأية(80)
مشكلة الدراسة وتساؤلاتها
:
يعتبر
أسلوب القدوة الحسنة أسلوباً هاماً من أساليب التربية المؤثرة في سلوك الآخرين لأنها
تمثل تطبيق عملي تشاهده الأبصار ،وتسمعه الآذان ،وتتأثر به القلوب ،فيحصل به
الاقتناع والتأسي،ومن خلال ما سبق ونظراً لأهمية موضوع القدوة الحسنة في التربية ،جاءت هذه
الدراسة والتي يمكن أن يتحدد موضوعها في
السؤال الرئيس التالي :
ما نماذج القدوة الحسنة وما آثارها في التربية ؟
و يتفرع عن السؤال
الرئيس الأسئلة الفرعية التالية:
1- ما مفهوم القدوة ؟
2 –ما جوانب التربية بالقدوة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
3-ما سمات القدوة ، وما الأسس النفسية لإتخاذ ها؟
4-ما مسؤولية الوالدين في تربية أبنائهم بالقدوة الحسنة؟
5-ما هي مواصفات المعلم القدوة وما أثره في تربية النشء؟
6-ما مدى تأثير الصاحب في رفاقه؟
أهداف الدراسة :
تهدف هذه
الدراسة إلى :
1-التعرف على
مفهوم القدوة.
2-إبرازجوانب القدوة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
3-بيان سمات
القدوة والأسس النفسية لاتخاذها.
4-إبراز دور الوالدين
وتأثيرهم في تربية أبنائهم من خلال الاقتداء بهم .
5-توضيح مواصفات
المعلم القدوة وأثره في تربية النشء.
6-بيان مدى تأثير
الصاحب في اقرانه.
أهمية الدراسة:
تتجلى أهمية هذه الدراسة من خلال النقاط
التالية:
1-تكتسب الدراسة أهميتها من خلال أهمية موضوع القدوة ،الذي حظي باهتمام
الإسلام والمربين القدامى والمعاصرين ،إذ
اعتبرت القدوة من الموضوعات المطلوبة في المجتمعات الإنسانية .
2-تسليط الأضواء
على موضوع حيوي ومهم في حياة الأفراد
وبخاصة الناشئة منهم وهو موضوع القدوة الحسنة .
3- الكشف عن
التربية بالقدوة في ضوءالقرآن الكريم والسنة النبوية
4- إبراز أهمية
القدوة الحسنة للوالدين ،والمعلمين ،وللمجتمع بشكل عام .
5-قد تفيد نتائج
البحث العاملين في سلك التعليم.
حدود الدراسة :
يعنى هذا البحث ببيان القدوة الحسنة وأهميتها
وذكر بعض الآيات والأحاديث الدالة على ذلك،وبيان مسؤولية كل من الآباء والمعلمين
في تنشئة الأبناء بالقدوة الحسنة،وبيان أثر الصاحب على سلوك أقرانه.
مصطلحات الدراسة:
القدوة في اللغة:
القدوة : هي الأسوة
يقال فلان قدوه يقتدي به (1)
ويذكر الفيروز آبادي
في القاموس المحيط القدوة :ما تسننت به واقتديت به،وتقدت به دابته: لزمت سنن
الطريق وتقدى هو عليها،وما اقده ما أطيبه.(2)
________________
(1) ابن منظور، محمد بن مكرم ،لسان العرب المحيط،ط1،بيروت،دار
صادر،ج15،ص171
(2)ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ، ﺃبادي
محمد بن يعقوب ،القاموسالمحيط ، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ، بيروت.1983م،ج1، ص1706
القدوة اصطلاحاً: لقد تعددت المفاهيم في تعريف القدوة
ومنها:
عرفها الفأسي بأنها:طاعة الله في كل كلمه من خلال
تأدية التكاليف الشرعية عن شوق وحب كما
يؤديها رسول الله صلى الله وسلم وصحبه الكرام(1).
ويعرفها الخطيب بأنها:نمط من السلوك يحتذي به بعد
كثير من العمليات الشعورية وغير الشعورية ويلعب في تشكيلها كل من إحساس الفرد
وضميره وتترك آثاراً قويه في نفوس الأفراد (2).
ويلاحظ ان تعريف الفأسي جاء من منظور إسلامي والمقتدى
به هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وهو
تعريف جيد من وجهة نظر الباحث ،أما تعريف الخطيب فيرى الباحث فيه قصور لأن السلوك الذي يحتذي به ربما
يكون مخالفاً للشرع والفطرة ، وبالتالي أرى أنه
لا يصح أن يكون تعريفاً للقدوة في المجتمع المسلم.
ويقصد بالقدوة في هذه الدراسة: الأنماط
السلوكية أن يقوم بها المربي والصديق ويكون لها الأثر البالغ في التأثير على
الآخرين من خلال تمثل أخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً. .
الدراسات
السابقة:
1-دراسة (النوح - نماذج
القدوة عند الطالب المعلم وعوامل تشكيلها-1427هـ) (3)
هدفت الدراسة إلى معرفة نماذج القدوة لدى
الطالب المعلم بالرياض ، وسمات نماذج القدوة وعوامل تشكيلها من وجهة نظر الطلاب،ولتحقيق
هذه الأهداف صمم الباحث استبانه من (56) بنداً وطبقت على عينة عشوائية طبقية مؤلفة
من(449) من طلاب كلية المعلمين وكلية التربية بجامعة الملك سعود في الرياض.
__________________
(1)الفأسي:شمس الدين :ﺍلقدﻭﺓ ﺍلطيبه ﻓﻲ ﺍﻹسلام
ﻭﻗﻀﺎيا إسلاميه, ﺩﺍﺭ مايو ﺍلوطنيه ﻟﻠﻨﺸﺭ , ﺍﻟﻘﺎﻫﺭﺓ.1989م،ص5
(2) ﺍلخطيب، :حمدبن شحات :ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻭﺃثرها ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻨﺸـﺌﺔ ﺍلإجتماعيه ﻟﺘﻼميذ المرحله الابتدائيه مكتب التربيه العربي لدول الخليج
(3) النوح : مساعد
،نماذج القدوة عند الطالب المعلم وعوامل تشكيلها،جامعة الملك سعود،الرياض،1427هـ
وأظهرت الدراسة
عدد من النتائج من أهمها ما يلي:
توافـر نمـاذج القـدوة التـي
حددتـها الدراسـة لـدى أفـراد العينة وبدرجات متفاوتة وتصدر هذه النماذج أبرز شخصيات
المجال الديني والمجال الأسري،توافر سمات نماذج القدوة الواردة في الأداة لدى
أفراد عينة الدراسة بدرجات متفاوتة،توافر عوامل تشكيل نماذج القدوة التي جاءت في
الدراسة لدى أفراد العينة.
2-دراسة (السواط-التربية
بالقدوة في ضوء آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة 1432-هـ) (1)
هدفت
الدراسة للتعرف على التربية بالقدوة في ضوء آيات القرآن الكريم والسنة النبوية
المطهرة وواقع ممارستها من قبل معلمي المرحلة الثانوية بمحافظة الطائف من وجهة نظر
الطلاب واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي من خلال عمل إستبانة تتناول ممارسة
المعلمين للتربية بالقدوة وتم توزيع الطلاب على طلاب الصف الثالث ثانوي وتوصلت
الدراسة إلى عدد من التوصيات من أبرزها إن
أبرز جوانب التربية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة تتمثل في الإقتداء بالرسل والأنبياء
عليهم السلام , عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات استجابات الطلاب حول
ممارسة المعلمين للتربية تعزى لأثر مكان المدرسة , وجاءت لصالح القرية , عدم وجود
فروق ذات دلالة إحصائية بين مستويات استجابات الطلاب حول ممارسة المعلمين للتربية لأثر
التخصص وجاءت لصالح العلوم الطبيعية .
التعليق
على الدراسات السابقة:
·
اتفاق الدراستين ا لسابقتين في منهج الدراسة وهو المنهج الوصفي من خلال عمل
استبانة وتم توزيعها على الطلاب.
·
اختلاف
الدراستين في المكان فدراسة النوح عملت في الرياض بينما دراسة السواط عملت في
الطائف.
·
الدراسة الحالية دراسة نظرية بينما الدراستين السابقتين ميدانية.
______________
(1)السواط:جميل معيض،التربية بالقدوة في ضوء آيات القرآن الكريم
والسنة النبوية المطهرة وواقع ممارستها من قبل معلمي المرحلة الثانوية بحافظة
الطائف،رسالة ماجستير ،غير منشورة،قسم التربية الاسلامية ،،كلية التربية،جامعة أم
القرى،مكة المكرمة،1432هـ
خطة الدراسة:
تتكون الدراسة من مقدمة وأربعة فصول وخاتمة ومراجع،تكون على النحو
التالي:
مقدمة وتشمل:
- مشكلة البحث
- أسئلة البحث
- أهمية البحث
- أهداف البحث
- حدود البحث
- مصطلحات البحث
- الدراسات السابقة
- خطة البحث
- منهج البحث
v
الفصل الأول:القدوة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة
المبحث الأول: القدوة في القرآن الكريم
المبحث الثاني: القدوة في السنة
النبوية المطهرة
vالفصل الثاني:سمات القدوة والأسس النفسية لإتخاذها.
المبحث الأول:سمات القدوة.
المبحث الثاني: الأسس النفسية
لاتخاذ القدوة
vالفصل الثالث:الاقتداء بالوالدين الصالحين
vالفصل الرابع:نماذج من القدوة
المبحث
الأول: المعلم القدوة
المبحث
الثاني: الصاحب القدوة
الخاتمة وفيها:
- النتائج
- التوصيات
- المقترحات
منهج الدراسة:
استخدم الباحث المنهج الوصفي والذي يعتمد على جمع
المعلومات من المصادر والمراجع المرتبطة بموضوع الدراسة ووصفها وتوظيفها.
الفصل الأول
المبحث الأول:القدوة في
القران الكريم
لقد أمر الله نبيه صلَّى الله عليه وسلَّم
بالاقتداء فقال: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ
فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ (1)
يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية يقول تعالى ذكره: {أولئك }
هؤلاء القوم وكلنا بآياتنا وليسوا بها بكافرين،هم الذين هداهم الله لدينه الحق ،
وحفظ ما وكلوا بحفظه من آيات كتابه والقيام بحدوده ، وإتباع حلاله وحرامه والعمل
بما فيه من أمر الله ، والانتهاء عما َّ فيه من نهيه،فوفقهم جل ثناؤه لذلك{فبهداهم اقتده}يقول تعالى ذكره : فبالعمل الذي عملوا ، والمناهج
الذي سلكوا ، وبالهدى الذي هديناهم ، والتوفيق الذي وفقناهم اقتده يا محمد أي فاعمل
وخذ به وسلكه فإنه عمل لله فيه رضا ومناهج من سلكه اهتدى (2).
وقد امرنا الله سبحانه وتعالى بالاقتداء
بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
﴿
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو
اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (3).
ذكر القرطبي في تفسيره هذه الآية لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ،هذا
عتاب للمتخلفين عن القتال أي كان لكم قدوة في النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حيث
بذل نفسه لنصرة دين الله في خروجه إلى الخندق والأسوة القدوة(4).
وقد اعتبر ابن كثير هذه الآية أصلاً
كبيراً في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وسائر أحواله ،
ولهذا أمر الحق تبارك وتعالى الناس جميعاً بالاقتداء بالنبي الكريم في غزوة
الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه سبحانه وتعالى
، سواء وهو مكروب ومحروب فهو يصبر صبر المستعلي ويثبت ثبات المستولي(5)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)سورة الانعام: الآية:(90)
(2) الطبري :محمد بن جرير: جامع البيان في
تفسير القرآن. ،دار الهجره،ط1 ،الجزء9،ص391
(3)سورة الأحزاب: الآية(21)
(4) القرطبي:محمد
الأنصاري،الجامع لأحكام القرآن،دار عالم الكتب ،الرياض،1423هـ،ج14،ص154
(5)
ابن كثير:اسماعيل علي ،تفسير القرآن
الكريم،دار طيبة ،ط2 ،1420 هـ ج3-ص5
وقال تعالى: (وَالَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ
أَعْيُن وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) (1).
ذكر القرطبي في تفسير قوله تعالى( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ
إِمَامًا)أي قدوة يقتدي بنا في الخير وهذا لا يكون إلا أن يكون الداعي
متقيا قدوة ؛ ففي هذه الآية يريد الله عز وجل من المسلمين
التطلُّع للأفضل وإلى أعلى المقامات، فهي تربية للمؤمنين على الهمة العالية(2).
و فسر
السعدي هذه الآية بقوله:"أوصلنا ياربنا إلى هذه الدرجة العالية ،درجة الإمامة في الدين وأن يكونوا قدوة للمتقين في أقوالهم وأفعالهم، يقتدى
بأفعالهم، ويطمأن لأقوالهم، ويسير أهل الخير خلفهم، فيهدون ويهتدون؛ ولهذا لما
كانت هِممهم ومطالبهم عالية، كان الجزاء من جنس العمل(3).
ويتضح من تفسير الآية الكريمة السابقة التأكيد على المؤمن أن لا يخالف قوله فعله ، وهو الذي يبدأ بنفسه أولا
فيحملها على الخير والبر ، قبل أن يتوجه بهما إلى غيره ليكون بذلك الأسوة الحسنة
والقدوة المثلى لمن يدعوهم، وليكون لكلامه ذلك التأثير في نفوس السامعين الذين
يدعوهم ، بل إنه ليس بحاجة إلى كثير عندئذ
فحسب الناس أن ينظروا إلي سلوكه وقد حذر الله سبحانه وتعالى من مخالفة القول الفعل قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا
تَفْعَلُونَ (*) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا
تَفْعَلُونَ﴾(4)
يقول السعدي في
تفسير هذه الأية : لم تقولون الخير وتحثون عليه، وربما تمدحتم به وأنتم لا
تفعلونه، وتنهون عن الشر وربما نزهتم أنفسكم عنه، وأنتم متلوثون به ومتصفون به (5).
وهذا يدل على التحذير من مخالفة القول الفعل خاصة في حق
المربين والدعاة لأن ذلك يؤدي الى سلب
الثقة منهم وتصبح أقوالهم غير مؤثره في السامعين.
_________________
(1)الفرقان:الآية(74)
(2) القرطبى :ابو عبد الله محمد بن احمد
الأنصاري .الجامع لأحكام القرآن .القاهره ،ط2،دار الكتب المصريه ،1384ه،ج13،ص82
(3 ) السعدي :عبدالرحمن،
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان,ط1،1420،ص688-689
(4)الصف:
الآية(4)
(5) السعدي ، تيسير الكريم
الرحمن في تفسير كلام المنان ،مرجع سابق،ج1،ص51
المبحث الثاني:القدوة في
السنة النبوية المطهرة :
لقد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم أسلوب التعليم بالقدوة في تربية أصحابه رضي الله عنهم كأسلوب متميز عن
باقي الأساليب في الدعوة،فقد تعلم الصحابة كثيرا من أمور دينهم بطلب من
الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقتدوا به ،فكان يقول لهم :"صلوا كما رأيتموني أصلي"(1).
يقول ابن حجر في شرح هذا الحديث هو خطاب للأمة بأن يصلوا كما
كان يصلي النبي صلى الله عليه وسلم فيقوى الاستدلال به على كل فعل ثبت أنه فعله في
الصلاة(2)
كما كان صلى الله عليه وسلم يأمر الصحابة في الحج أن يقتدوا
به قائلاً:"خذو عني مناسككم"(3)
وقد ذكر ابن حجر في
شرح هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يخطب بالناس يوم النحر وقال حينئذ خذوا عني مناسككم وكأنه وعظهم بما
وعظهم به في تعليمهم على تلقي ذلك من أفعاله . (4)
كما أنه في صلح الحديبية ،ولما صدت قريش المسلمين من دخول مكة
المكرمة أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة أن ينحروا ويحلقوا ،فلم يقم منهم
رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم احد دخل على أم سلمه فذكر لها ما لقي
من الناس فقالت أم سلمه :يا نبي الله أتحب
ذلك ؟اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك،فخرج فلم
يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك فنحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما راوا ذلك قاموا
فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا .(5)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) البخاري ،محمدبن اسماعيل ،صحيح البخاري ،ج1،ص162
(2) العسقلاني،احمد بن علي بن حجر،فتح الباري شرح صحيح
البخاري،بيروت،دار المعرفه ،1379ه،جء13،ص236
(3)النيسابوري.مسلم،صحيح مسلم،كتاب الحج،ج9،ص44
(4)ابن حجر،المرجع السابق،ج 3 ،ص577
(5)البخاري الجامع الصحيح ،المرجع السابق،ج2،ص282-283
ذكر ابن حجر في شرح الحديث وفيه فضل المشورة وأن الفعل إذا
انضم إلى القول كان أبلغ من القول المجرد وليس فيه أن الفعل مطلقا أبلغ من القول وجواز
مشاورة المرأة الفاضلة وفضل أم سلمه ووفور عقلها .(1)
كما أنه لا بد للقدوة أن يوضح بعـض التصرفات التي يقوم بها للإتباع
خاصة تلك التي تحتمل التأويل السيئ , ومثالاً على ذلك جـاءت صفية زوج النبي صلى
الله عليه وسلم رضي الله عنها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في
المسجـد في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة, ثم قامت تنقلب , فقام النبي
صلى الله عليه وسلم ليقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمه مر رجلان من
الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقـال لهما النبي صلى الله عليه وسلم :على رَسْلِكُمَا إنما هي
صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله يا رسول الله و كبُر عليهما، فقال النبي صلى الله
عليه و سلم: إنّ الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم و إني خشيت أن يقذف في قلوبكما
شيئاً(2).
وفيه من الفقه تجنب مواضع التهم
، وأن الإنسان إذا خشي أن يسبق إليه بظن سوء أن يكشف معنى ذلك الظن ، ويبرئ نفسه
من نزغات الشيطان الذي يوسوس بالشر في القلوب ، وإنما خشي عليه السلام أن يحدث على
الرجل من سوء الظن فتنة ، وربما زاغ بها فيأثم أو يرتد ، وإن كان النبي عليه
السلام منزهًا عند المؤمنين من مواضع التهم ، ففي قول النبي ( صلى الله عليه وسلم
) : ( إنها صفية ) السنة الحسنة لأمته ، أن يتمثلوا فعله ذلك في البعد عن التهم ومواقف
الريب.(3)
_______________________
(1) ابن حجر ، المرجع السابق ،ج5،ص347
(2) النيسابوري، صحيح مسلم,مرجع سابق ،ج7،ص8
(3) بن بطال، شرح صحيح البخاري ،ابو الحسن علي ، ،مكتبة
الرشد، الرياض، ط2 ،ج4،ص175
كما كان صلى الله عليه وسلم مثالاً يقتدي به في الشجاعة بل كان عليه الصلاة والسلام أشجع الناس، فقد فرت
منه جيوش الأعداء وقادة الكفر في كثير من المواجهات الحاسمة بل كان يتصدر صلى الله
عليه وسلم المواقف والمصاعب بقلب ثابت وإيمان راسخ فعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع
الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة فانطلق ناس قِبَل الصوت؛ فتلقاهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم راجعًا وقد سبقهم إلى الصوت وهو على فرس لأبي طلحة عُرْي في
عنقه السيف وهو يقول:
[ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا](1).
فزع أهل المدينة أي سمعوا صوتا في الليل فخافوا أن يهجم عليهم عدو وقوله
فاستقبلهم النبي صلى الله عليه و سلم قد سبق الناس إلى الصوت أي أنه سبق فاستكشف
الخبر فلم يجد ما يخاف منه فرجع يسكنهم وقوله لم تراعوا هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسا وإظهارا للرفق بالمخاطب(2)
فهذا الموقف يبين شجاعته صلى
الله عليه وسلم، حيث خرج قبل الناس لمعرفة الأمر وليطمئنهم ويهدأ من روعهم،وقد
ساهم هذا الموقف وغيرها من المواقف التربوية من المصطفى صلى الله عليه وسلم في
تعليم أصحابه الشجاعة وعدم الخوف من الادعاء حتى في أصعب المواقف،مما كان الأثر
الواضح في انتصارات المسلمين في كثير من المعارك مع أعداء الإسلام،وتحقيق
الفتوحات الإسلامية في شتى بقاع الأرض .
______________________
(1) العسقلاني،مرجع سابق،ج10،ص457
(2) النيسابوري، صحيح مسلم ,مرجع سابق ،ج7،ص72
الفصل الثاني
المبحث الأول:سمات القدوة:
القـدوة الحسـنة ليـست عمـلية سهـلة يستطـيع أن
يأخـذ بهـا أي إنـسان ؛ وذلك لأن القـدوة الحـسنة تتطــلب توافـــر سمــات معـينة تؤهـل الإنســان بـأن يكـون محـل
إقـتداء، ليكـون تأثـيره بلـيغاً على المـقتدي وفيما يلي عـرض لهــذه السمـات(1):
1-الصلاح :
يلزم المقتدى به بأن يكون صالحاً في ذاته ،وهـذه
السـمة تتحـقـق بتوافـر ثلاثة أركـان :
الـركــن الأول، وهــو خـاص بالإيـمـان ، ويـقـصـد بـه كــل مـا يجـب
اعتـقـاده مـن الإيمـان بالله ورسلـه وكتـبه واليـوم الآخــر وسـائر أركــان
الإيمـان إيمـاناً يقينياً جازماً.الركـن الثانـي ، وهــو خـاص بالعــبادة والتــي
تعـنـي أســم جـامـع لكــل ما يحـبه الله ويـرضيـه .الـركـن الثـالـث ، وهــو خـاص
بالإخـلاص ، ويعـني إسـلام الوجه لله تبارك وتعـالـى والخضـوع الكـامل لـه .
2- حسن الخلق :
وهذه السمة تتجلى بوضوح في علاقة المقتدى به مع
الآخرين ،ولقد أثـنى الله علـى رسولـه الكـريم صلى الله عليه وسلم بقوله{ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (2)، ومن مظاهر حسن الخلق مع الناس على اختلاف رابطة العلاقة معهم : الصدق
والصبر والرحمة والتواضع والرفق.إذ يتجلى
الصـدق فـي قـول وعمـل المـقتدى به على اختلاف المواقف والحالات ،. وتظهر الرحمة
في إحساس المقتدى به بالآم الآخرين ويبذل
جهده لإزالتها ،ويأسى لأخطائهم ،فيتمنى لهم الهداية ودافعه في ذلك هو حب الناس
والرأفة بهم والشفقة عليهم . قال تعالى في شأن رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم { وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ} (3).
___________________________
(1) النوح ، مرجع
سابق ،ص8-9
(2) [الـقـلم :الآية(4)
(3) الأنبياء :
الآية(107)
ويظهر
الصبر لدى المقتدى به في الأزمات والضوائق والمكاره من غير ضجر والتأني في انتظار
النتائج مهما طال أمدها،فالصبر من معالم العظمة المحمودة ودلائل التحكم في النفس
وهواها وهو دليل رجولة ناضجة .
ويبدو التواضع لدى المقتدى به في احترام الآخرين
والعطـف عليـهم وهـذه الحـال تكسبـه رضاهـم عليـه وتورثـه مودتهم له ، فمـن عـمر فـؤاده بالمـودة امتلأت
عينـه بالمهـابة . ويتجلى الرفق في مناصرة الضعيف وتهذيب القوي حتى يرده سوياً لا
يشقى ولا يطغى.
قال تعالى { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتلَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}(1)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله
رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف ومالا يعطي على ما سواه"
. (2)
3-موافقة القول العمل :
وهـذا
يعنـي أن تأتـي أعمـال المـقتدى به موافقـة لأقــواله ؛ لان هـذه السمـة تكسـبه
ثقة الناس بما يقول وبما يعمل وتتطلب هذه
السمة أن تكون الأقوال صحيحة وأن تكون كاملة؛ لتكون مؤثرة بهم . قال الله تعالى :
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ
تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (*) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا
مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾ (3)
4-المعرفة بوسائل التأثير:
وهــذه
السمـة تتجلـى لـدى المـقتدى به عندمـا
يتعامـل مـع أشخـاص مختلـفين فـي ظـروفهـم العمرية والاجتماعية
والاقتصادية والثقافية ، فيعطي كل واحد منهم ما يتناسب معه . وفي الصدد يقول رسول
الله صلى الله عليه وسلم " نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن ننزل الناس منازلهم
ونكلمهم على قدر عقولهم.
_____________________
(1) آل عمران:
الآية(159 )
(2) النيسابوري، صحيح مسلم ,مرجع سابق ،ج8،ص22
(3) الصف : الآية(2 -3)
المبحث الثاني
:الأسس النفسية لاتخاذ القدوة :(التقليد)
إن حاجة الناس إلى قدوة نابعة من غزيرة تكمن في
نفوس البجر أجمع هي التقليد , وهي رغبه ملحة تدفع الطفل والضعيف والمرؤوس إلى
محاكاة سلوك الرجل والقوي والرئيس , كما تدفع غزيرة الانقياد في القطيع جميع
أفراده إلى إتباع قائدة واقتفاء أثره.
ولكن التقليد الغريزي في القطيع, أحد أنواع
التقليد, ويرتقي التقليد بارتقاء المجتمع, حتى يبلغ في التربية الإسلامية ذروته من
الوعي والسمو والهدف النبيل , ويتضح لنا ذلك إذا عرفنا عناصر التقليد وأسسه وهي (1):
1- الرغبة في المحاكاة والاقتداء , فالطفل أو
الفتى مدفوع برغبة خفية لا يشعر بها , نحو محاكاة من يعجب به في لهجة الحديث ,
وأسلوب الحركة والمعاملة والكتابة , ومعظم عادات السلوك , دون أن يقصد, وهذا
التقليد غير المقصود لا يقتصر على حسنات السلوك , بل قد يتعداها على غيرها ,
فالشخص المتأثر يتقمص , عن طريق لا شعوري, شخصية المؤثر كلها أو جلها , ولذلك كان
من الخطورة بمكان ظهور المساوئ في سلوك القدوة, لأنه بذلك يحمل وزر من يقلده فيها
،لذلك نبه القرآن الآباء إلى أن الاستمتاع بالأطفال , والحنان والعطف عليهم , يجب
ألا يشغلهم عن أن يكونوا قدوة صالحة لهم , فقال تعالى في وصف عباد الرحمن:(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا
مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُن وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ
إِمَامًا ) (2).
فوصف عباد الرحمن
بأنهم يرغبون في أن تقر أعينه بالزواج والولد كما يرغبون في أن يكونوا قدوة
وإماما .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) النحلاوي،عبدالرحمن:أصول التربيه الإسلاميه وأساليبها-في
البيت والمدرسه والمجتمع،ط28،دمشق، دار الفكر،1431هـ،ص207-208-209
(2)الفرقان
:الآية(74)
كما نبه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم البشرية
عموما إلى ما يتحمله كل من يؤثر في سلوك الآخرين , من النتائج حين يقلدونه بخير أو
شر, قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو عمر وجرير بن عبد الله (( من سن حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم
القيامة , من غير أن ينقص من أجورهم شيء , ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليها
وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء))(1)
لذا يجب على المؤمن وعلى المربي على وجه الخصوص أن
تكون أعمالة موافقة لماء جاء في الكتاب والسنة لأنة يعتبر نموذج يقتدي بة
الناشئة فسنتة اما أن تكون
حسنة تكتب لة الى يوم القيامة أو تكون سنة
سيئة فيكتب علية وزرها الى يوم القيامة ووزر من عمل بها .
2-الاستعداد للتقليد : فلك مرحلة من العمر
استعدادات وطاقات محدودة لذلك لم يأمر الإسلام الأطفال بالصلاة قبل سبع سنين, ولا
يمنع ذلك من ترك الطفل يقلد أبوية بحركات الصلاة قبل أن يبلغ سبع سنين , ولكن لا
يؤمر بكل أذكارها .
وعلى العموم يجب أن نحسب حسابا لاستعداد الطفل
وطاقته عندما نطلب منه تقليد أحد أو الاقتداء به ،وان أن نحرص كل الحرص أن لايشاهد
الطفل او يسمع الا سلوكاً حسناً لأن ذلك
سينعكس لا محالة على حياة الطفل وتصرفاتة .
بيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذرنا من مغبة
هذا التقليد إذا كان بغير هدف, وكأنه انكشفت له حجب الغيب فتوقع الضعف الذي سينزل
بهذه الأمة فقال: "لتتبعن سنن من قبلكم شبراً وذرعاً بذراع..".(2)
_______________________
(1)البخاري ، الجامع
الصحيح ,مرجع سابق ،ج3,ص86
(2)المرجع
السابق،ج4،ص206
3- الهدف .
لكل تقليد هدف قد يكون معروفاً لدى المقلد وقد لا
يكون ,والهدف الحيوي الغامض الأول من غريزة التقليد والانقياد لدى الأطفال
والجماعات هو غرض دفاعي, إنه الدفاع عن الكيان الفردي وكأنه انضواء في ظل الشخص
القوي المرموق,يقلده شخص أضعف منه,لعله يستمد من هذا التقليد قوة وبأساً, من جنس
قوة الشخص الذي حاز إعجابه فراح يحاكيه في كل شيء.فإذا ارتقى الوعي عند المقلد,
عرف الهدف من التقليد,فأصبح هذا التقليد عملية فكرية,يمزج فيها بين الوعي
والانتماء والمحاكاة والاعتزاز, ويصبح لهذا بصيرة أي معرفة بالغاية والأسلوب. وفي
هذا المعنى يقول الله تبارك وتعالى:
(قُلْ هَذِهِ
سَبِيْلِيْ أَدْعُوْ إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيْرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِيْ
وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ)(1)
فيعرف الناشئ, أن في تقليد قادة المسلمين الأوائل:
الفلاح والقوة والبأس وطاعة الله ويدعو الله في كل صلاة أن يرزقه الاقتداء بهم(اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ { 6 } صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ)(2).
والإنسان بفطرته يحتاج إلى قدوة تكون مثار إعجابه واحترامه
حتى يرتبط بها في فعلها وقولها ، وخاصة عندما يكون الإنسان في موقف غريب عليه لم
يألفه بل ربما ألف غيره،وليكن قدوتنا في هذه الموقف المصطفي صلى الله علية وسلم ومن
صار على نهجه الى يوم الدين .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)سورة يوسف :108
(2) الفاتحه:6-7
الفصل الثالث
الاقتداء بالوالدين الصالحين:
تعد الأسرة من أهم مؤسسات التربية في المجتمع لأن الأبناء يتشربون
الكثير من عادات الآباء والأمهات ،وقد نبه الى ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم
بقوله :((ما من مولود إلا يولد على الفطرة,فأبواه يهودانه ,او ينصرانه ,أو يمجسانة
)) (1).و قد ذكرت حليمة عن مدى تأثر الأبناء بآبائهم،فإذا كانت معتقداتهم صحيحة
وسلوكهم حسن نشأ الأبناء على الاعتقاد السليم وإذا كانت معتقداتهم غير حسنه نشأ
الأبناء على المعتقد الخاطئ لذا على الآباء التحلي بالأخلاق الفاضلة حتى تتمثل
فيهم القدوة الصالحةلأبنائهم (2)
وحول هذا الموضوع كتب سعيد "أن الأبوان يطبعان في الابن
أقوى الآثار,ويكونان لديه قناعة بتطبيق ما يسيران عليه سواء كان ذلك مقصوداً أم
غير مقصود , ولذا فهما مطالبان بتطبيق أوامر الله تعالى,وسنه رسول صلى الله عليه
وسلم سلوكاً وعملاً , لأن أطفالهم في مراقبه مستمرة لهم في كل وقت,يقول قطب ((
قدرة الطفل على الالتقاط الواعي وغير الواعي كبيرة جداً أكبر مما ظن عادة ,ونحن
ننظر إليه على انه كائن صغير لايدرك ولا يعي)).وهذا بالطبع يؤثر في اتجاهات النشء
في فترات تكوينهم الأولى ,وغالباً ما يستمر هذا التأثير في مستقبل حياتهم ؛ لان من
شب على شيء شاب عليه "(3)
وهذ يبين أن الطفل شدة تأثر الطفل بأفعال وأقوال المربي وأن
هذا التأثر ليس لحظياً إمنا يستمر معه طوال فترة حياتة ،لذا على الوالدين أنا يكونا قدوة حسنة في أقوالهما وأفعالهما حتى
ينعكس ذلك عى سلوك ابنائهما في الأقوال والأفعال.
______________________
(1)البخاري، الجامع الصحيح ,مرجع سابق، ،ج8،ص510
(2)ابو رزق،حليمه علي:توجيهات تربويه من القرآن والسنه في
تربية الطفل،ط1،الدار السعوديه للنشر،جده ،1420
(3)بن جبار،سالم بن سعيد ،الاقناع في التربيه
الاسلاميه،ط1،دار الاندلس الخضراء ،جده،1419ه،ص86
وفي هذا الإطار ذكر عبد الحليم إن الآباء في مجال إعطاء القدوة
للأبناء بحاجه إلى أخلاق عمليه تتمثل في أمرين :الأول :التحلي بالفضائل التي أمر
بها الإسلام .
والثاني :التخلي عن الرذائل والدنايا والسفاسف التي نهى عنها
الإسلام .
وأوضح إن التربية الإسلامية تجعل الأبوين مسئولين عما يورثانه
لأبنائهما من أخلاق ،بينما هما غير مسئولين عما ورثاهم من صفات جسميه وعقليه ،فليتق
الله الآباء في الأبناء ولينظروا ماذا يورثون أبنائهم من أخلاق (1).
ويتضح مما سبق أن
مسؤولية الوالدين عظيمة في تربية الأبناء
فهما يمثلان النموذج والقدوة للأولاد
في المنزل، وكثير من سلوك الأولاد يتلقونه من أفعال والديهم أكثر مما يتلقونه من
أقوالهم وتوجيهاتهم،فالحسن عند الأبناء ما صنعت ،والسيئ ما تركت ،ومن ثم كان على الوالدين
أن يرقبا تصرفاتهما، وأن يكونا قدوة حسنة صالحة لأولادهم، وأن يحذرا من أن يتناقض
قولهما وفعلهما وأنه لا يكفي إن يعطي الأبوان للولد القدوة الصالحة ،وهما يظنان أنهم
أديا ما عليهما وقاما بواجبهما بل ينبغي إن يربطا ولدهما بصاحب القدوة عليه الصلاة
والسلام وذلك بتعليم الولد مغازي النبي عليه الصلاة والسلام وسيرته العطرة وأخلاقه
الكريمة.
_________________________
(1)محمود،علي بن عبد الحليم ،التربيه الاسلاميه في
البيت،ط1،القاهره،دار التوزيع والنشر،1426ه،ص86
الفصل الرابع
المبحث الأول: المعلم القدوة :
إن القدوة
في التربية هي من أنجح الوسائل المؤثرة في إعداد الطالب خلقياً ،وتكوينه نفسياً
واجتماعياً، لأن المربي هو المثل الأعلى في نظر الطالب،يقلده سلوكياً،ويحاكيه
خلقياً من حيث يشعر أو لا يشعر،فان كان المعلم صادقا أمينا عفيفا ، نشأ الطالب على
الصدق والأمانة والأخلاق الفاضلة"إن
تعلم العلم لا يكفي ليستقيم الإنسان،فلا بد للمربي من العمل به حتى يكون قدوه
صالحه ،جاعلا ظاهره موافقاً لباطنه, متحليا بالأخلاق الحميدة من العفة والصدق والإخلاص والأمانة والنصح وحب
الخير للناس وحثهم على فعله ومتجنبا للرذائل من قول الزور والكذب والخيانة وكافة
منكرات الأخلاق ويسمو بأخلاقه لأسمى
الدرجات، حتى يكون قدوه حسنه للمتربين ."(1)
كما ذكر أبو العينين
"أن المعلم القدوة هو من يتمثل المنهج الذي يعلمه ويربي به, حيث يربى على
هديه,وحتى لا يكون هناك تناقض بين قوله
وعمله , وحتى يتخذه المتعلمون قدوه لهم , ويتأسوا به في كل حركاته وسكناته , فضلا
عن أخلاقه ومنهجه, وإلا فإن التربية تنقلب إلى تلقين وحفظ وتسميع دون أي أثر عملي
لها."(2)
ومن هنا تأتى ضرورة
اختيار المربي الصالح في سلوكه الأصيل وفي أخلاقه وصفاته للقيام بهذه
الوظيفة العظيمة .
ﺃما النحلاوي ﻓﻴﺭﻯ "ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌلم لا يكفيه أن يعرف الخير فيدعو
إليه ،بل لابد له أن يطلع على ما يبيته دعاة الشر والكفر من الكيد لهذه الأمة
المؤمنة ،لأنه يتعامل مع نفوس غضه معرضه للتأثير بالفتن والأهواء والتيارات
السائدة في هذا العصر" (3).
____________________
(1)الحازمي:خالد حامد،أصول التربيه الإسلاميه ،ط3،المدينه
المنوره،مكتبة دار الزمان للنشر،1430ه،ص302
(2) ابو
العينين،علي خليل:فلسفة التربيه الاسلاميه في القرآن الكريم ،ط3،المدينه
المنوره،مكتبة ابراهيم حلبي،1408ه،ص230
(3)النحلاوي،عبدالرحمن:أصول التربيه الإسلاميه وأساليبها-في
البيت والمدرسه والمجتمع،ط28،دمشق،
دار الفكر،1431ه ،ص143
ونستخلص مما سبق أن المعلم له تأثيره المباشر على المتعلمين إذ يلتفون
حوله للاستفادة منه, وهو قدوتهم , وناصحهم ,ومربيهم , وموجههم , ومؤدبهم , وإنما
لمنزلة عظيمة كريمة , ومسؤولية جسيمة .وأن هناك عدد من المواصفات للمعلم القدوة لعل من أبرزها:
1- التقوى:
إن التقوى من أبرز سمات المعلم لأن له دورا كبيرا في التأثير على
المتعلمين , حتى في دينهم وقد قال أحد المربين الأوائل ناصحا أولياء الأمور : لا
تعلموا أولادكم إلا عند رجل حسن الدين لأن الصبي على دين معلمه .(1)
2-الصدق:
يلتزم المؤمن
بالصدق ظاهراً وباطناً في أقواله وأفعاله, إذ إن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي
إلى الجنة والجنة أسمى غايات المسلم,والكذب خلاف الصدق يهدي إلى الفجور وقد أمر الله بالصدق عندما قال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا
مَعَ الصَّادِقِينَ) (2)
3-العدل:
فالعدل هو إعطاء كل ذي حق حقه ومن الأهمية بمكان أن يرى
المتعلم تطبيق العدالة أثناء حياته الدراسية وأن تطبق عليه حتى تكون له تلك
التجربة مثلاً أعلى ونبراساً يحتذي به ,إذا وضع في موضع يطلب إلية تطبيق العدل
متمثلاً قوله تعالى:
{إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ }(3)
4-الصدق
أن العملية التعليمية صعبة وشاقة وتحتاج إلى قوة تحمل عالية, لكن
المعلم يجد قدوته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ,الذي تحمل عبء تبليغ الدعوة
وأوذي رغم أنه خير خلق الله وأحبهم إليه ,
وهو مع ذلك لم يتراجع وكان صابراً محتسبا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)الحازمي:مرجع سابق ،ص401
(2)التوبه:آيه 119
(3)النحل:آيه90
5-الأمانة:
إن الأمانة خلق عظيم يتحلى به المؤمنون, ولا بد للمعلم أن يكون
أميناً, ومن مظاهر أمانته أن يكون أمينا على عمله الذي يقوم به,فيعد دروسه إعداداً
سليماً,ويحرص على وقت تلاميذه , وأن يكون أميناً في توصيل المعلومات لطلابه, ولا
يخجل من قول كلمة الحق,وعليه أن يتصف بالأمانة العلمية فينسب الأمور والوقائع
والأحداث لأصحابها.
6-حسن المظهر:
والمعلم مطالب أن يكون قدوة للطلاب والمعلمين في هيئته ومظهره ولباسه
فيكون دائما نظيف الثياب, , جميل الشكل , يبتعد عن الثياب التي لا تليق به ومن
السنة أن يتطيب ,فقد كان رسول الله يعرف من
رائحة مسكه إذا سلك طريقاً.
7-الرحمة والرفق:
وينبغي للمعلم أن يكون رحيما غير فظ ولا غليظ , متأسيا بأخلاق المصطفى
صلى الله عليه وسلم , وينبغي أن يترفق بتلاميذه لأن مطلب إسلامي , قال الرسول صلى
الله عليه وسلم :
(( إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه , ولا ينزع من شيء إلا شأنه )) (1)
8-الحلم و الأناة :
لقد أثنى صلى الله عليه وسلم على من اتصف بالحلم و الأناة حين قال
لأشج عبد القيس : (( إن فيك خلتين يحبهما الله , الحلم والأناة )) (2).
د) البعد عن الغضب :
على المعلم أن يبتعد عن الغضب
أثنا تعامله مع طلابه وأن يتذكر دائماً وصية
المصطفى صلى الله عليه وسلم لذلك
الرجل , فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال
((إن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني , قال لا تغضب , فردد مررا وقال
لا تغضب )) (3)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)النيسابوري. ، صحيح مسلم مرجع سابق ،ج4،ص2004
(2)المرجع السابق ،ج8،ص48
(3) البخاري، الجامع الصحيح مرجع سابق، ج8،ص35
المبحث الثاني:الاقتداء بالرفاق:
إن الإنسان
بطبعه ميال الى الاستئناس بغيره ، والاتصال برفقه أو جماعه يشاركها أفراحها
وأتراحها , ويعيش في كنفها مؤثرا ومتأثرا
بالقيم والمبادئ والصفات التي تتميز بها تلك الرفقة ، او تلك الجماعة.والإسلام
يهتم بهذا النوع من القدوة ،فالقرآن الكريم يبين لنا مدى أثر الخلة والصداقة وأنها
تستمر مع الإنسان في حياته وبعد مماته ،قال تعالى :
}
الْأَخِلَّاء
يَوْمَئِذٍ بَعْضهمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ
{ (1) يقول القرطبي في تفسير هذه الآية قوله تعالى :
{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ} يريد يوم القيامة. {بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} أي
أعداء ، يعادي بعضهم بعضا ويلعن بعضهم بعضا. {إِلَّا الْمُتَّقِينَ} فإنهم أخلاء في الدنيا والآخرة .(2)
كما جاءت نصوص السنة المطهرة
بالحث على ملازمة الجلساء الصالحين، والتحذير من الجلساء الفاسدين؛ وذلك لما
للرفقة والمجالسة من تأثير على الفرد في حياته وسلوكه، فإذا كانت الرفقة صالحة
فإنها تقوده إلى الخير وتدله عليه، وإذا كانت سيئة فإنها ستقوده إلى الشر وتدله
عليه.وقد ضرب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مثلاً لتأثير الرفقة والمجالسة
في حياة الإنسان وفكره ومنهجه وسلوكه فيما رواه عنه الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري رضي الله عنه،
حيث قال عليه الصلاة والسلام :(إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك
ونافخ الكير فحامل المسك أما أن يحذيك وأما أن تبتاع منه وأما إن تجد منه ريحا
طيبة ونافخ الكير أما إن يحرق ثيابك وأما إن تجد منه ريحا خبيثة )(3)
وعلى هذا
ينبغي للإنسان ان يختار الصديق الوفي الصالح ذو الأخلاق الحميدة الذي يدله على الخير ويعينه
عليه ،فإذا اختار الإنسان خليله الصالح واقتنع بخلقه وسيرته استطاع إن يروض نفسه
على الخلق القويم وان يقنع الآخرين بدعوتهم إلى الأخلاق الحميدة .
_________________________
(1)الزخرف:67
(2)القرطبى
،مرجع سابق ،ج16،ص109
(3)النيسابوري صحيح مسلم ،مرجع سابق ،ج16،ص17
الخاتمة:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وبفضله
وتوفيقه يتوصل إلى الغايات وبمنه وكرمه تنجز الأعمال وأصلي وأسلم على النبي
المصطفى خير البرية أجمعين وبعد:فاحمد الله أ ن من علي بإتمام هذا الدراسة ،والتي توصل الباحث من
خلالها إلى جمله من النتائج ،والتوصيات والمقترحات التالية:
أولاً النتائج :
1- إن أبرز جوانب التربية بالقدوة في ضوء ما جاء في القرآن والسنة تتمثل
في الاقتداء بالأنبياء والرسل،وأن المثل الأعلى للقدوة الحسنة هو نبينا محمد صلى
الله عليه وسلم
2- أن الطفل يولد على الفطرة
،ولكنة يتأثر بأفعال وأقوال والدية.
3-إن من ابرز صفات المعلم القدوة الصدق ،الأمانة ،الإخلاص ،العدل ،الحلم
،الأخلاق
4- الحث على اتخاذ الجليس الصالح
والحذر من جليس السوء .
ثانياً:التوصيات:
1-ضرورة وجود المربي القدوة خاصة في ظل وجود المتغيرات الحديثة.
2-على القائمين على المؤسسات التربوية العمل
بتطبيق أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في جميع تعاملاتهم.
3-ان يهتم الوالدين بتنشئة أبنائهم منذ صغرهم على
التمسك بالإسلام قولاً وعملاً وهذا لا يتم
إلا بالممارسة العملية من قبل الوالدين .
ثالثاً:المقترحات:
مواصلة إجراء الدراسات التربوية لمواقف النبي صلى الله عليه وسلم وتعاملته مع
زوجاته وأصحابه واستنباط المضامين
والمبادئ التربوية منها .
المـراجـع:
1-القران الكريم
2- ابن جبار،سالم بن سعيد ،الاقناع في التربيه
الاسلاميه،ط1،دار الاندلس الخضراء جده،1419ه
3- ابن حجر ،احمد بن علي ،فتح الباري شرح صحيح
البخاري،بيروت،دار المعرفة
4-ابن منظور، محمد بن مكرم ،لسان العرب المحيط،ط1،بيروت ،دار
صادر
5-ابو العينين،علي خليل:فلسفة التربية الاسلاميه في القرآن الكريم
ط3المدينه المنورة مكتبة إبراهيم حلبي،1408هـ
6- ابورزق ،حليمة علي:توجيهات تربويه من القرآن والسنه في تربية
الطفل،ط1،الدارالسعوديه للنشر،جده، 1420ه
7- البخاري ،محمدبن اسماعيل ،الجامع الصحيح ،دار الشعب
،القاهرة،ط1،1407هـ
8-الحازمي:خالد حامد،أصول التربيه الإسلاميه ،ط3،المدينه المنوره،مكتبة
دار الزمان للنشر،1430هـ
9- السعدي ،عبدالرحمن، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام
المنان,ط1،1420
10-الشيباني،احمد بن حنبل،مسند احمد بن حنبل،القاهره،مؤسسة
قرطبه
11-ﺍلخطيب، محمدبن شحات :ﺍﻟﻘﺩﻭﺓ ﻭﺃثرها ﻓﻲ
ﺍﻟﺘﻨﺸـﺌﺔ ﺍلإجتماعيهﻟﺘﻼميذ المرحله الابتدائيه مكتب التربيه العربي لدول الخليج
،الرياض،1997م
12-الطبري :محمد بن جرير: جامع البيان في تفسير القرآن.ط1،دار
الهجره،الجزء9
13-الفأسي،شمس الدين :ﺍلقدﻭﺓ ﺍلطيبه ﻓﻲ ﺍﻹسلام ﻭﻗﻀﺎيا إسلاميه, ﺩﺍﺭ
مايوﺍلوطنيه ﻟﻠﻨﺸﺭ،القاهره،1989م
14-ﺍﻟﻔﻴﺭﻭﺯ ﺃبادي، محمد بن يعقوب :القاموس المحيط، ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻔﻜﺭ ،
بيروت.1983م.
15-القرطبى ،ابو عبد الله محمد
بن احمد،الجامع لأحكام القرآن .القاهره ،ط2،دار الكتب المصريه 1384هـ
16-النحلاوي عبدالرحمن:أصول التربيه الإسلاميه وأساليبها-في
البيت والمدرسه والمجتمع،ط28،دمشق،دارالفكر،1431هـ.
17-النيسابوري،مسلم بن الحجاج.صحيح مسلم،كتاب الحج،
دار الجيل ،بيروت
18-القرشي،اسماعيل عمر،تفسير القرآن العظيم،دار طيبه،ط2،
1420هـ
19-محمود،علي بن عبد
الحليم ،التربيه الاسلاميه في البيت،ط1،القاهره،دار التوزيع والنشر،1426هـ




بارك الله فيك بحث قيم أفدت منه كثيرا ..
ردحذفماهي ثلاث أشياء يسميها العلماء مثلث الثاتير في التربية
ردحذف